31‏/12‏/2008

زحمــــــــــــة فـــــــــــــراغ


زحمــــــــــــــة فـــــــــــــــــــراغ

خاطرة مهداة الى كبار السن واليتامى

هيثم المسلمي




جلس على هونه على شاطئ الحرمان
ونور الشمس
ينعكس بذابل عيونه
ونور الشمس
عن الأرض رحال
وقت الغروب
بعد مادوى صوت الأذان
وبرد الليل يلعب بلحيته يحركها
و على الرمل
حزنه تلون بمية لون
زفر زفرة أليمة
جاوبها موج البحر ظميان
يناظر
كنه يلمح سديم السحاب
والشمس ترحل

زفر زفرة
وأنفاسه بالهجير تتلون
ومن عيونه سالت الدمعة بتجاعيده
بكل ركن من وجه
حكاية قديمة جديدة
حكايات حفر فيها جرح الأيام
ويده المعروقه
يبس فيها الدم وتوقف
وصار النبض بقلبه
حلم من الأحلام

جعد يبكي
ويبكي مع بحوره
من كثر البكاء
أخضلت اللحية
وتلون لونها الأبيض الصافي
بلون الدمع همال
يتعذب في شجونه
عذابات بعيدة
ويتذكر الماضي
يرحل مع أسفاره
لين أبتلع دمعه
من القهر
بوسط الصدر زلزال

جعد يسال روحه
وش باقي يادنيا؟
هذا شيخ بالتضحية باع لك عمره
ربى أجيال
وسهر وأتعبه الحال
في برد الشتاء
ينحت على صخر الآمال
وفي حر الصيف
فوق النخل يجني الثمرة
ما شاف الفرح لحظة
وتهنى بيها
كل وقته زحمة
أشغال على أشغال
جعد يفكر
ليه الزمن ظالم؟
وهناك
قرص الشمس يستحي يرحل
خايف يتركه
وحده على الشاطئ يتوسل
خايف
لا يتركه بزحمة أفكاره فراغ
يجي بعدها موته
الهادي على الشاطئ
قام من فوره,
صرخ صرخة
هزت العالم
وسكون الليل
يزحف مستحي ويتمهل

الله يادنيا
كيف الناس صارت مثل البحر
مرة تفرح ويغرك سكونه
ومرة متبعثر
في كواسر أمواجه
وين المحبة؟
والأمل والحنان؟
وينهم اللي بظلمة الليل للنور أوطان؟
للأسف يادنيا
مثله ماتواسيه إلا شجونه
وحسافة على اللي فيهم
الوفاء خسران

فجأة
سمع خطوات ع الرمل
تتمهل
تعب يدور بعيونه العمياء يطالعها
خطوات
حاول صوت البحر انه يخفيها
كأنه يخاف من صاحبها
ويتكدر
ومن بعد سبع خطوات
سكن الصوت
وما عاد حوله
إلا ظلام بعينه يرديها
سمع صوت هامس
يهتف باسمه

يا بويا
ويش جعدك هنيه
مع أحزانك؟
ماتدري إن البحر
يتسلى بأحزان الإنسان؟
يرحم والدينك
لا تقسي على نفسك بالبرد
قلبك الطيب ماهو بقادر ع الظلمة
وبردها
قوم انهض
معي بدفيك يالغالي
قوم يكفيك حزن
كأنك بأحزانك هيمان

وارتجف قلبه في ضلوعه
لما سمع الصوت
هذا صوت طفلة عليلة
بالعشر من عمرها
كل الناس تعرف أنها على خط الموت
والكل عافها وتركها
من شدة مرضها
والحين بصوت الملاك
تجيله تترجاه
آه ياربي,
ساعة تجمع محروم بمحروم
عن الخلان
أعمى أتعبته حياته
ومريضة تبقى لها من العمر
لحظات

هتف فيها
مايدري ويش يقول ويتكلم
سالت دموعه
يطلب من يجففها
جلست يمه
ع الرمل تحضنه وتبكي
الله يادنيا
كيف القدر يجمع قلب طاهر
بقلب طاهر
وقالت:
أدري إن رب العالمين أخذ لسانك يا بويا
لكنه أعطالك
محبة الناس بداله

تلمس حنايا شعرها الطويل
بيدينه يلملمها
فيها ريحة أفكاره
وعذاباته ونهاياته
وبلحظة
مادرى نفسه
إلا وهو يحضنها

لأكثر من ست وست ساعات
أهم ع الشاطئ
كل واحد يحضن الثاني
مايحيد عنه
وأشرقت الشمس بيومها الثاني
وانكشف جنب البحر
نهاية ومأساة
الشيخ رحل يطلب لقاء ربه
والبنت يمه
عيونها بالموت ذابلة تمسك كفوفه
والتمت الناس
والمكان استوى زحمة
كل واحد فيهم يرمز لفكرة
بحياة ها الاثنين
زحمة تضيع
في فراغ اللحظة وتتفرغ
ومن بعد فراغ الزحمة
تبدأ زحمة فراغ


ليست هناك تعليقات: