13‏/04‏/2009

كنتاكي ليست مجرد مكتبة ( المقال الفائز بمسابقة الابداع الاعلامي بجامعة السلطان قابوس)

كنتاكي ليست مجرد مكتبة
هيثم المسلمي
"أمسح واربح , لقد ربحت رحلة الأحلام إلى كنتاكي ", عش المغامرة , كنتاكي ليست مجرد مكتبة".قد يستغرب الكثير منكم ما علاقة كنتاكي والمكتبة؟ وأكاد أجزم أن أغلبكم ربط بين كنتاكي ك مطعم وبين المكتبة ك مكتبة بينما من أخذ فرصة للتفكير في مضمون العبارة واتجاهاتها والقصد منها سيدرك أن كنتاكي هي أحدى الولايات المتحدة الأمريكية ولكن أكثرنا يربط بين كرشه والمفاهيم الأخرى فأكثرنا يفكر ببطنه وبعضنا يفكر بعقله وهنا ينشأ قانون المغالطة ستسألونني ومنذ متى أصبح للمغالطات قانونا ؟ وأجيبكم استيقظوا من سباتكم العميق فنحن نعيش في زمن لقمة العيش فيه هي مغالطاته.ثم ستتساءلون أيضا ما علاقة العبارة " أمسح وأربح" بالرحلة إلى كنتاكي ؟ أم هي لذة ما بعد الصدمة عندما تمسح لتجد المفاجأة.المفاجأة! هذه هي اللعبة القديمة الأزلية بين الدعاية والمستهلك أو لنقل بشكل أعم , الأعلام والمتلقي حتى يومنا هذا.وما يحزن فعلا أن كلا الطرفين خاسر ٌ في النهاية – تعددت الأسباب والموت واحد -.لذلك أحببت أن أتحدث ولو قليلا عن الصراع العملاق الذي يدور بصمت وخفاء بين المرسل(الأعلام) والمتلقي ( المشاهد أو المستمع) في ظل فهم كلاهما للأخر أو في ظل اللا فهم أو المغالطة التي تحدث بأرقام قياسية يوميا. الإعلام كلمةٌ نستنتجها من الفعل أعلم َ أي أخبر وأعطى خبرا للغير. لذلك فأنه ليس من الغريب أن تتواجد هذه الكلمة منذ الأزل, فهنالك الإعلام الذي غرضه التنبيه من الخطر منذ بداية الخليقة ثم تطور لأشكال عدة منها الإعلام الذي غرضه السياسة أو التغطية على شيء ماء وأيضا الإعلام الذي غرضه القراءة مابين السطور وفوق والسطور وما تحتها . هنالك نوعٌ من الإعلام الذي هو لب القضية ويمكننا أن نطلق عليه اسم ( الإعلام المراوغ) الذي يحمل ألف خبر بين طياته والذي يجعل رأس متلقيه يقيم ألف عملية حسابية وفكرية في عقله معظمها خاطئة حتى يتوصل إلى الرسالة الحقيقية له.ومن سخرية القدر أن تكون الرسالة واضحة أحيانا لأقصى درجة ولكن المتلقي يبدأ في التنقل في دهاليز عقله بأسلوب أينشتايني معقد كي يضيف تعقيدا إلى الرسالة كمن يفسر الماء بالماء ليخرج بالرسالة بشكل خاطئ وربما بعد فوات الأوان ,تماما مثلما يحدث عندما تعطي الطالب الذكي ورقة امتحان تحتوي أسئلة سهلة جدا تدفعه بشكل جنوني إلى الاعتقاد أن هنالك فخا َ ما وأن الأسئلة أصعب مما تبدو عليه- بينما الحقيقة أن الأسئلة تبدو مثلما هي عليه بالفعل- فينطلق إلى الإدلاء بإجابات خاطئة بعيدة كل البعد عن الإجابات الصحيحة. وهذا ما يمكننا أن نلاحظه ونراه عند صدور المادة الإعلامية الفلانية سواء كانت خبرا سياسيا يتصدر الصحف أم دعاية بسيطة لنوع من الشوكلاته أو حملة أمسح واربح التي ذكرت أعلاه فينطلق كل ٌ على ليلاه ليفسر تلك المادة فهذا يعارض وهذا يوافق وذاك يقف موقف المتشكك والأخر يتحمس سلبا ُ أم إيجابا ُ والمحصلة أن الأغلبية وقعوا في مغالطات تفسيرية لتلك المادة وربما كانت تلك المغالطة هي الهدف الذي تنشده تلك المادة حتى لا يعرف المتلقي أين هو وأين تفكيره أو بالأحرى حتى لا يعرف – كوعه من بوعه -. لذلك لا عيب أن نجد الكثير ينتقدون ماهية أراء الجهة الإعلامية الفلانية أو القناة التلفزيونية أو الإذاعية لعرضها مادة تفتح ألاف الأبواب للتساؤل كما تفتح ألاف الأبواب للمغالطات والتخمينات والتكهنات . وبعد كل هذا نجد أمامنا السؤال الذي يطرح نفسه – بإيقاع كريشندو – " هل يستغبي الإعلام في بعض الأحيان متلقيه أم أن متلقيه هم من يستغبون الأعلام؟" هل عندما تنكر خبرا معينا أو تنقد بشدة مادة إعلامية تكون قد تذاكيت عليها؟ وهل عندما تدفعك المادة الإعلامية إلى تصديق أو فعل ما تريده هي منك تكون قد تذاكت عليك ؟ أم أن كلاكما ذكي ٌ بطريقته الخاصة ؟سؤال ٌ قد يحتمل إجابة واحدة وقد يحتمل عدة إجابات وقد لا يحمل في مضمونه أي إجابة- والشاطر هو الذي يخسر بالأخير ولكن بأقل الخسائر سواء كان التلميذ الذي يجيب على أسئلة الامتحان أم ذلك الذي يمسح ويربح بلهفة- , لذلك لا تستغرب يوما إذا قرأت في أحد الصحف أن " البقرة تبيض بيضا " ولا تتعجب إذا شاهدت دعاية تسويقية لأحد منتجات كنتاكي وقد كتب في نهايتها " كنتاكي ليست مجرد مكتبة ".

مقـــــال : فلسفــــــــــة من لا فلســـــــــفة له ...

فلسفة من لا فلسفة له
هيثم المسلمي

الفلسفة ! ما هي الفلسفة ؟ هل هي فكر؟ هل هي اعتقاد أم تصور أم طريقة لفهم الأمور ووضعها في نصابها؟ أم مجرد رأي ولد في لحظة شطحة مابين العقل والنفس؟ بتنا نقرأ أو نسمع عن الكثير والكثير من الفلسفات في زمن ٍ أصبح فيه الكل فيلسوفا ً والكل شاعرا والكل مفكرا."عش ودعهم يموتون" ," المبادئ تأتي أولا" , " التعليم يرقى بسلوكيات الفرد". كلها فلسفات أصبحت تشترى وتباع في سوق عكاظ الألفية الجديدة. فلسفات سياسية واجتماعية سلوكية وتربوية تظهر مابين عشية وضحاها بسرعة خرافية أكثر من حجم الديناصورات فينساق وراءها من ينساق انسياق النياق ويحاربها من استطاع أن يتعصب تبعا لما يحمل عقله من أطنان الرفض. بينما ينسى الجميع أن الفلسفة ليست هي الإله المعبود و إنما هي فكرة أو تجربة خدشت حياء تفكير صاحبها فلم يستطع أن يحتفظ بها لنفسه ثم انتشرت بسرعة البرق- طالعة من بيت أبوها رايحة لبيت الجيران – هذا إذا كان هنالك بيتٌ للجيران أصلا !
أتذكر عندما أخذنا مقررا يختص بالفلسفة في الجامعة الحبيبة قبل سنة ونصف تقريبا حينها عرضت علينا الأستاذة الفاضلة سيلا من فلسفات أرسطو وأفلاطون وأحلام المدينة الفاضلة وتراجيديات سوفقليس , ثم طلبت منا أن نختار احد الفلسفات ( أي نتبناها في حياتنابما يتوافق مع ديننا الإسلامي ). مصيبة الأمر أن هنالك سؤالا أتى في الامتحان النهائي مشددا على أن يقوم كل طالب باختيار فلسفة ما من تلك الفلسفات ثم يبين بالتفصيل لماذا أختارها. حينها قفز العناد إلى رأسي بطريقة هوليودية لم أصدقها أنا بنفسي وقررت ترك السؤال بدون إجابة. جاءت الأستاذة تسألني لماذا لم أجب على السؤال إياه ؟ فأجبتها أن الفلسفات لا تملك صواريخ أو قنابل نووية لتستعمر عقلي وعندما تتسلح نوويا وبيولوجيا بما فيه الكفاية – عذرا لأصحاب الشأن - حينها , وحينها فقط سأفكر في مسألة تبني واحدة منها ولكني لن أربيها في دور الحضانة التابعة لعقلي لتستعمره رويدا رويدا لأن الاستعمار الذي يتخفى خلف مصطلح الإصلاح لن يكون تعريفه إلا استعمارا.
. في الحقيقة هنالك مفترق طرق وضع لنا جميعا لا نحيد عنه ويتمثل في ثلاثة اتجاهات.أولا: هل ينبغي علينا أن نسلك فلسفة خاصة ليقال أننا أصحاب طريقة أو فلسفة معينة في التفكير ؟ إذا فما الذي يميز فلسفة عن أخرى؟ ومن هي الفلسفة الصادقة والفلسفة الكاذبة؟ ما هي خلفية الفلسفة الفلانية ومن أين أتت ولماذا أتت؟ والى أين ستقودنا؟ ثانيا: هل يتوجب علينا تبني فلسفات الغير؟ إذا أين حرية التفكير و الإبداع والبناء الذاتي ومحاسبة النفس؟وما أدرانا بأن الغير لا يختلفون في أنماط تفكيرهم وعقلياتهم عنا حتى نتبنى فلسفاتهم أو آراءهم؟ ثالثا: أن نؤدي دور المتفرج بين هذا وذاك؟ إذا سنقف كالأعمدة الحجرية نرقب احتدام المعركة ونقف بلا فلسفة ليعتبرنا البعض أننا غير مثقفين أو لا نفقه في الحياة شيئا أو جبناء بمقاييسهم هم ؟ فنخرج من- المولد بلا حمص- ثم نقع في فخ العديد من المصطلحات كدول العالم الثالث و المناطق المهمشة أو دكة الاحتياط مع العلم أن هذه المصطلحات جاءت من عقول بشرية ربما كانت أراء أو فلسفات أو توجهات .وأخيرا , إني أتساءل , إلى أين يمضي هذا العالم المجنون بكل فلاسفته ولا فلاسفته !

05‏/04‏/2009

__---- يجــــــــــن الوقـــــــــــــــت ----__


___---- يجــــــــن الوقــــــــــــت ----___
بقلم: هيثم المسلمي ( النايـــــــف )




يجن الوقت وما تدري , سكون الليل يتعذب وتزحم زحمة أفكاري
وحبك نابض بصدري , روحك تحب تتغرب تجصد هامة
أسفاري
كل ما قلت لك بدري ,, تراوغني وتتهرب , تلعب بي ف
أشعاري
وحبٍ بالعمر يسري ,, بدم الشوق يتسرب ,أغني له بلحن أوتاري
أيا يا غايتي وقدري , أيا يا حلمي الأشهب , أيا يا سري
العاري
بغيتك آه لو تدري , بغيتك فضائي الأرحب , بغيتك تسمع
أخباري
أنا في حبك العذري , أغادر جرحي المرعب, أودع زخة أقداري
وأنت أدر في عذري , حبك بدمي مشرب , يحطم قلعة
أسواري
وأنت جفافي وخضري,وأنت حرف ٍ معرب, بخاطر
أخطاري
أحبك لا تمتحن صبري , تعال اسكن وجرب,نار الشوق يا
ناري
وان كنت رقدتي وقبري , ترابي الترب المترب, بغيتك بكل تكراري
يجن الوقت وما تدري, سكوت الليل يتعذب تزحم زحمة
أفكاري
وحبك نابض بصدري , روحك تحب تتغرب, تجصد هامة
أسفاري